بقلم أكرم التمسماني
يعاني قطاع التعليم بشتى المناطق النائية من غياب التنظيم و كذلك التأثيث الممنهج الذي من شأنه مساعدة التلاميذ على مواصلة دراستهم و يكرس حبهم للدراسة بشكل عام
فمن بين المشاكل التي يعاني منها هذا القطاع غياب التجهيزات الأساسية و التي إن وجدت فإنها تكون في مستوى لا يرثى لها
كطاولة ممزقة و مخدوشة كليا تكاد تظن أنها من العصر الحجري أو قبله
و سبورة أكلها الزمن بحيث أن التلميذ لا يرى بوضوح الكتابات التي كتبها معلمه
هذا إن وجد المعلم و لم يتغيب هو بدوره متذرعا أن له أشغاله الأخرى
و من بين المشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم غياب زيارة المفتشين الذين من شأنهم زرع ثقافة الإستعداد ليوم مجيئهم من طرف التلاميذ و كذلك الأساتذة و المعلمين
فتجد بعض المعلمين للأسف
مع استثناء الشرفاء منهم
تجدهم لا يكترثون بحال التلاميذ و لا بمستواهم الدراسي
بل فقط يكتفي بأن يأمر أحد الصبية بحراسة الآخرين و تسجيل أسماء المشاغبين و كل من يتكلم فإنه يتعرض للضرب
و في الحقيقة فإن هذا النوع من المعلمين هو من يجب أن يضرب و ليس التلميذ الصغير الذي عقله لم ينضج بعد
مشاكل عدة منها إدارية و منها ما يمكن أن يقال عنه الفساد المهني فمثلا هذه التصرفات التي يقدم عليها بعض المعلمين مع احترامي للشرفاء يمكن اعتبارها من أشد الفساد المهني و أنه يأكل الحرام لأنه لا يؤدي واجبه بالشكل الذي يجب أن يؤدى
غيابات متكررة و تأخرات من دون مبرر و إضرابات مستمرة من أجل أشياء لا وجود لها
هذا كله يقلل من مستوى التعليم ببلادنا و يضعف أداء التلاميذ و الذي أصلا أداؤهم ضعيف لأن الكثير منهم منشغلون عن دراستهم بفتن العصر مثل الأنترنت و الألعاب التي تلهيهم عن الأشياء التي تهمهم و في مقدمتها التعليم و التمدرس
نرجو من المسؤوليين و من ذوي الضمائر الحية و في مقدمتهم وزارة التعليم المسؤول الأول عن هذا القطاع
و بالإضافة إلى كل الفاعلين و في مقدمتهم المعلمين الشرفاء الأساتذة بكل أنواعهم نرجو منهم أن يعوا قدر المسؤولية الكبيرة التي تقع على أعناقهم لأنهم يتحملون مسؤولية إعداد جيل و أجيال بأكملها
فإن أحسنوا فقد أعدوا جيلا حسنا و إن استمروا على هذه اللامبالاة فإن من الأفضل أن يحسنوا أحسن
فالأمم تقاس بمستوى التعليم الذي تعطيه لأبنائها
المرجوا تحسين أوضاع التعليم ببلادنا بدئا من توفير الدعم اللوجستي و وصولا إلى التشجيع عليه
فكيف يمكن لتلميذ يجلس على مقعد غير مريح و يتلقى تهديدات متكررة من بعض المعلمين من غير سبب
كيف يمكن له أن يتحسن إن لم يبدأ التحسن من المسؤولين أولا
و هذا لا يعني إعفاء التلميذ من المسؤولية فكل واحد له مسؤوليته الخاصة به و كل واحد يعرف مهامه المنوط به في هذه الحياة