تقع قرية إشنيوان في أقصى شمال جماعة بودينار في قبيلة تمسمان يحدها شمالا البحر المتوسط , شرقا الواد الكبير حتى الزاوية الشمالية الشرقية حيث يتواجد مدشر إيت تيار , في جهة الجنوب إغزار أمقران , أما في الجنوب الغربي فتحدها مداشر بومعاذ و اسعيدة ثم من جهة الغرب أيت تعبان. يغلب على تضاريس إشنيوان طابع الإنبساط فهي عبارة عن هضبة متوسطة الإرتفاع تخترقها أودية متعمقة ، وتنتهي هذه الهضبة بحافات في جميع الجهات . وتزخر هذه الهضبة بتربة حمراء و بنية خصبة . أما المناخ فهو متوسطي : حار وجاف خلال الصيف و بارد وممطرشتاءا ، كما تظهر فيه جميع الفصول الأربعة . أما المجاري المائية فباستثناء إغزار أمقران الذي أصبح في السنوات الأخيرة شبه دائم الجريان ، لا توجد مجاري مائية دائمة فكل الأودية الموجودة بالقرية موسمية مرتيطة بالتساقطات المطرية . وتتوفر القرية على عدة عيون و أبار .
__________________________________________________________________
شاءت الأقدار أن تتواجد إجطي (إشنيوان ) في منطقة نائية و معزولة بإقليم الدريوش ، و أصرت الدولة أن تزيدها تهميشا و عزلة و إقصاء ، كيف لا ؟ و المنطقة محرومة من كل برامج فك العزلة و التنمية ، و الدولة المتمثلة في قطاعاتها الحكومية تبرمج و لا تتتبع ، تعِد و لا تفي بوعودها ، فكم من برنامج و مشروع برمج و ذهب سدى ، بدء بطريق كان من المفروض أن ينجز في إطار الشطر الثاني من برنامج الطرق بالعالم القروي منذ سنوات ، و لم ير النور بعد ، حيث تقول بعض الجهات سيبرمج في الشطر الثالث منه ، إضافة إلى تخلي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تتبع مشروع تزويد المدشر بالماء الصالح للشرب الذي تكلفت الجماعة القروية بإنجازه و تعثر في الطريق … مشاريع شفوية و ورقية كثيرة ، و المواطن لا يرى شيئا يتحقق على أرض الواقع .
مما دفعه إلى شق مسالك و طرق بنفسه ، فمنذ أيام تجند السكان و حملوا معداتهم لإصلاح ما يمكن إصلاحه في طريق الولوج للمدشر من جهة الطريق الساحلية الرابطة بين الحسيمة و الناظور ، حيث تعتبر أخطر عقبة في إقليم الدريوش ، قام السكان بترميم جزء منها بالرمل و الإسمنت تفاديا لكوارث و انزلاقات محتملة .
ليست المرة الوحيدة التي ”يقضي” فيها السكان مصالحهم بأيديهم ، فقد سبق و قاموا ببناء مستوصف بتمويل من جمعية اسبانية ، عجزت وزارة الصحة على تعيين طبيب واحد به إنقاذا لصحة تسعة آلاف (9000) نسمة تقريبا بالدوار ، بالرغم من أن منظمة الصحة العالمية وضعت طبيبا واحدا لكل 600 مريض كمعيار لصحة عادية . إضافة إلى اعتماد الناس على صهاريج المياه من آبار المنطقة نظرا لغياب الماء الصالح للشرب .
جدير بالذكر ، أن الساكنة بإجطي رفعت ملفا مطلبيا منذ سنة إلى الجهات المعنية ، تطلب فيها : فك العزلة و تزويد كل إجطي (إشنيوان ) بالماء الصالح للشرب و توفير أطر طبية بالمستوصف و بناء إعدادية … طال الانتظار و نفذ الصبر و لا شيء تحقق من غير إدماج السلك الإعدادي بالمدرسة الجماعاتية بإجطي (إشنيوان ) التي فتحت أبوابها هذه السنة .
_______________________________________________
نثمن المجهودات الجبارة التي تقوم بها ساكنة منطقة إشنيوان بــ تمسمان و المتمثلة في الحركات الإحتجاجية من حين لآخر من أجل لفت أنظار المسؤولين تجاه ما تعيشه المنطقة من تهميش
فبالرغم من أنه لا يوجد أي أمل يلوح في الأفق فيما يخص الإستجابة للمطالب إلا أن التظاهر و الإحتجاج خير من النوم و السكوت
لأن السكوت لو كان يأتي بشيء لأتى به
استمروا في تنظيم أشكالا من النضال السلمي حتى تتحقق كافة مطالبكم المشروعة
لكن حذار من المساس بالطريق الساحلي فهو ملك عام و لا يجوز بأي حال من الأحوال قطعه بحجة الإحتجاج على الأوضاع المزرية فقطع الطريق أكبر مزيرية في حق الجميع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمشاهدة المزيد من الصور أو لإضافة صور جديدة
