Pages


للمزيد من الأخبار و المعلومات عن تمسمان يكفي زيارة صفحتنا على شبكة الفيسبوك www.facebook.com/tmsmn

كيف تستعد للرحلة ؟؟ ==>>

كيف تستعد للرحلة ؟؟

إن طبيعة الإنسان دائما تبحث عمن هو أفضل و عن الحياة المستقرة ماديا و معنويا
و في الكثير من الأحيان يضطر الإنسان إلى مغادرة أرضه و وطنه الذي ألفه منذ مدة من الزمن و الذي قضى فيه معظم عمره ..

لكن الظروف أجبرته على اختيار الرحيل !
و كم من الناس هم من الراحلون عن أرضهم و عن وطنهم

و هنا في هذه المقالة سوف نتحدث عن بعض الأشياء التي من الممكن أن يفعلها الإنسان الذي أوشك على الرحلة في أي اتجاه ..
فالرحلة لغة هي السفر و الإنتقال من مكان إلى آخر
و قد يكون هذا المكان مألوفا مسبقا و قد لا يكون كذلك ..
و تختلف أحوال الرحلات حسب الإتجاهات و حسب نفسية الإنسان ..
فإما أن تكون الرحلة إلى الدنيا أو إلى الآخرة

دعونا نتحدث عن الرحلة الدنيوية أولا :

لكي تسافر و ترحل من مكانك الذي ألفته إلى مكان آخر قد تألفه مستقبلا يتوجب عليك تنفيذ خطة مسبقة و محكمة تقتضي تهيئة الأجواء من أجل رحلة آمنة من المكان الذي تنطلق منه إلى مكان الوصول
و في مقدمة الإستعدادات يتوجب عليك أن تتخلص من كل الأشياء السيئة التي من الممكن أن تتركها وراءك منها مثلا :
تخلص من الديون التي عليك إن كان عليك ديون ..
قم بترتيب بيتك الذي تتركه كي يجده الداخلون إليه نظيفا إن كنت ستترك وراءك أناس آخرون ممن هم معك
المهم يجب أن تترك المكان الذي رحلت منه نظيفا بكل معنى الكلمة .

ُثم تأخذ معك من الزاد ما يكفيك في سفرك هذا
و خاصة أن السفر في هذه الأيام أصبح سهل الوصول مع توفر وسائل النقل المختلفة
و لكن لابد من الإستعداد بأخذ ما يكفي من المال و المعرفة المسبقة بالمكان الذي أنت متجه إليه

و يستحسن لو كان لديك بعض الأصدقاء أو الناس الذين قد يساعدونك ريثما تألف المكان الذي أنت ذاهب إليه
أما إن لم يكن الأمر كذلك فلابد من الصبر شيئا فشيئا حتى تألف الجو الجديد عليك و كذلك الناس الذين ستلتقي بهم هناك
فلا يوجد مكان خالي من الناس !
بل لابد من فهم لغتهم و طبائعهم و أن تتعامل معهم بما يرضيهم كي لا يكرهونك

لأن الإنسان الجيد سرعان ما يكسب ثقة الناس الذين يحل عليهم سواء كانوا معه في المنزل الواحد أم كانوا جيرانه أو أصدقائه في العمل أو أي مكان آخــر

إذن فلابد من الإستعداد بدئا من المكان الذي انطلقت منه وصولا إلى المكان الذي ستحل عليه.

و هناك نوع من الناس قد يصعب عليهم تحمل هذه الأجواء أي تقلب الأجواء
فتجد لديهم نوع من التخوف و نوع من التوجس ..
و هذا طبيعي لأنه توجد الكثير من طبائع الناس تصعب عليهم لحظة التغيير عندما تحل
لكن سرعان ما يتأقلمون معها رويدا رويدا ..

فكل ما على الإنسان أن يحمله معه في أي سفر هو حسن الخلق
دون أن ننسى طبعا الجانب المادي !
هذا من ناحية الرحلة الدنيوية

أما فيما يتعلق بالرحلة إلى الآخرة
و التي لابد لكل واحد أن يمر منها
و هي أيضا تحتاج للإستعداد من اليوم الأول
منذ أن عرف الإنسان نفسه يجب عليه أن يكون في باله تلك الرحلة التي لا مفر منها
إذن فلابد من الإستعداد لها
و الإستعدادات اللازمة لها يعرفها الجميع
و هي العمل الصالح بكل أنواعه بنية التقرب إلى الله
فحتى لو كان لديك أعمال صالحة كثيرة لكن لا تنوي بها وجه الله
فإنها لن تفيدك في أي شيء ..
فكم من أعمال صالحة لدى الكفار من اليهود و النصارى و غيرهم ..
كم أنتجوا من المنتجات التي يعجز المسلمون عن إنتاجها كم اخترعوا من اختراعات تبهر العالم .. كل هذه تعتبر أعمال صالحة .. لكن المراد منها ليس هو وجه الله و إنما التباهي الدنيوي و الإستكثار من المال و كل صلاحيتها هي في الدنيا فقط لا تصل بهم أبدا إلى الآخرة
و هذا ما جعل كل أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف! كما جاء في القرآن

إن العمل الصالح لابد أن يكون مقترنا بنية التقرب إلى الله عز و جل و بذلك يكون الإنسان قد حقق النجاح في الدارين .. الدنيا و الآخرة

فالعمل الصالح و العبادة هما أساسان لابد لكل واحد أن يعملهما من أجل أن يكون على أتم الإستعداد للرحلة الأخيرة و التي لابد لكل واحد منا أن يمر بها

 

و بما أن الإنسان غالبا ما يجهل وقت الرحيل فإنه لابد أن يكون دائما على أهبة الإستعداد