Pages


للمزيد من الأخبار و المعلومات عن تمسمان يكفي زيارة صفحتنا على شبكة الفيسبوك www.facebook.com/tmsmn

تمسمان: ظاهرة احظيني نحظيك .. أسبابها و طرق معالجتها

اليوم سوف أتحدث معكم حول طبيعة سيئة جدا و تتواجد بكثرة في الأماكن القروية و من بينها منطقتنا تمسمان
ألا و هي ظاهرة ما يسمى بــ احظيني نحظيك
إنها ظاهرة سيئة و لابد من أن نتطرق لها لنغطي كافة جوانب الحياة هنا عندنا في تمسمان
و هذه الظاهرة لا تخص تمسمان فحسب و إنما تخص جميع الأماكن القروية لأن ليس فيها ما يشغل عقل الإنسان لذلك فإن الإنسان البسيط غالبا ما ينشغل بمراقبة الناس الآخرين سواء كانوا أقرناءه أو ليسوا كذلك
و أكرر فإن هذه الظاهرة لا يعني أن كل أناس تمسمان هكذا
بل يوجد الكثير من الناس ممن نكن لهم التقدير و الإحترام ممن هم يهتمون بأشغالهم و مهماتهم
لكن هذه الظاهرة مستشرية بكثرة فقط لدى أصحاب ما يسمى بــ فاقشغر بمعنى أدق الذين ليس لديهم شغل ينشغلون به و ليس لديهم أي عمل يتلهون به لذا فإن جل تركيزهم ينصب حول مراقبة الآخرين في أدق تفاصيل حياتهم
فتجد البعض يسأل عن أشياء لا تهمه لا من قريب و لا من بعيد 
هذا من أين تزوج و ذاك من أين اشترى تلك السيارة و ذالك من أين تحصل على المال الذي بنى به ذلك البيت 
المهم أسئلة يستحيي القلم من كتابتها و نشرها هنا لتطلعوا عليها 

و توجد هذه الطبيعة السيئة بكثرة خاصة عند النساء أكثر من الرجال 
لأن النساء ليس لديهن الكثير من الأشغال ليملئن أوقاتهن 
و جل وقتهم بعد الإنتهاء من غسل ثيابهن يستغرقنه في الغيبة و النميمة و أكل لحوم الآخرين 
فتراهن لا يتحدثن إلا في الناس و لا يتكلمن سوى في أعراض الآخرين و الأخريات 
هذه لماذا تأخرت عن الزواج و تلك لماذا تزوجت من ذلك و فلان الذي خطب تلك الفتاة أين يذهب 
و و و و 
المهم أسئلة كما قلت لكم يستحيي القلم من كتابته و نشرها في موقعكم هذا المحترم الذي لا نتطرق فيه إلى أعراض الناس
فنحن كل ما ننشر لكم هنا في الويب ما هو سوى الأشياء التي يعلمها الجميع 
و من المشاكل التي يطلع عليها الكل 
و إنما الهدف من نشرها هنا هو محاولة إعادة هؤلاء المصابين بهذه الفيروسات إلى جادة الصواب و إن كانوا يعرفونها إلا أنهم لا يتورعون عن الخوض في أعراض إخوانهم و أخواتهم 

و الله إنها ظاهرة لا تبشر بخير و عادة سيئة للغاية و لا يشرفنا نحن كقرويين معروفون بكرمنا و حسن خلقنا أن نتصف بهذه الصفة الخبيثة 
و للإشارة فإن التحدث في أعراض الناس معناها أنك ترسل لهم من حسناتك من دون أن تشعر 
فلو أنك تحدثت في شخص غائب فهذا يعني أنك ترسل إليه حسنات من رصيدك الذي جمعته من الصلاة و الصوم و الزكاة إن كنت تزكي و غير ذلك من الأعمال الصالحة 
فتعطي له من حسناتك من دون أن تشعر 
و هو أيضا يستقبلها في رصيده من الحسنات من دون أن يشعر 
و إنما هذا الشعور يكون يوم الحساب 

كما في الحديث الشريف الذي قاله رسول الله صلى الله عليه و سلم 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ" قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: "إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ". أخرجه أحمد (2/334 ، رقم 8395) ، ومسلم (4/1997 ، رقم 2581) ، والترمذي (4/613 ، رقم 2418) ، وقال : حسن صحيح . وأخرجه أيضًا : الطبراني فى الأوسط (3/156 ، رقم 2778) ، والديلمي (2/60 ، رقم 2338). قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم": مَعْنَاهُ أَنَّ هَذَا حَقِيقَة الْمُفْلِس, وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ مَال, وَمَنْ قَلَّ مَاله, فَالنَّاس يُسَمُّونَهُ مُفْلِسًا, وَلَيْسَ هُوَ حَقِيقَة الْمُفْلِس; لِأَنَّ هَذَا أَمْر يَزُول , وَيَنْقَطِع بِمَوْتِهِ.. وَإِنَّمَا حَقِيقَة الْمُفْلِس هَذَا الْمَذْكُور فِي الْحَدِيث فَهُوَ الْهَالِك الْهَلَاك التَّامّ, وَالْمَعْدُوم الْإِعْدَام الْمُقَطَّع, فَتُؤْخَذ حَسَنَاته لِغُرَمَائِهِ, فَإِذَا فَرَغَتْ حَسَنَاته أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتهمْ, فَوُضِعَ عَلَيْهِ, ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّار فَتَمَّتْ خَسَارَته وَهَلَاكه وَإِفْلَاسه.


و أرجو من كل من اتصف بهذه الصفة أو فيه القليل منها بأن يفهم جيدا معنى هذا الحديث الذي قاله رسول البشرية جمعاء
هذا إن كنت تؤمن بالله و رسوله أما إن كنت ليس كذلك فهذا شيء آخر 

و كما لاحظتم أيها الإخوة الكرام فإنها صفة خطيرة جدا لا تشرفنا نحن كأهل تمسمان أهل الخير و الأمن و السلام و كل خير 
لا يشرفنا أن نكون من هذه الفئة و نحن لا نشعر 

فالكلام شيء هين و سهل جدا إلا أنه يؤدي إلى عواقب وخيمة لا يستطيع أحد تحملها 
فلوا كان الإنسان يدفع ثمن كلامه كما هو الشأن بالنسبة للتعبئات لما تكلم الإنسان بلا حدود 
إذن هذه نعمة من عند الله سبحانه و تعالى 
و لذلك وجب علينا أن نحسن استخدام هذه النعمة ألا و هي نعمة الكلام و كذلك نعمة البصر و العقل و ما إلى ذلك من النعم 
فتجد الكثير من الناس حرموا من نعمة العقل و الكثير حرموا من نعمة البصر و الكثير حرموا من نعمة الكلام 
أما أنت أيها القاريء و أيها الأخ الكريم 
فإن لك كل النعم تبصر و ترى و تعقل و كل شيء 
و أنت حر في استعمال هذه النعم إما في الخير و إما في شيء آخر 
و استعمال النعم في الخير خير من استعمالها في الشر 
لأن الشر شيء سيء للغاية و لا أحد يحبه 
و لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه 

لكن عندما يتعطل العقل عن التفكير في مثل هذه الأمور فإن الإنسان يصبح كالوحوش و لربما الوحوش خير من الإنسان في بعض الأحيان لأنها غير مكلفة 


و كما قلت لكم فإن ظاهرة راقبني أراقبك منتشرة فقط في الأماكن القروية لأن السبب الأساسي و الرئيسي وراء تفشي هذه الظاهرة إنما هو قلة ما يعمل و قلة ما يدار كما يقال 
فلو كان الإنسان يستيقظ في الصباح الباكر و يذهب إلى عمله المعتاد و لا يعود إلا في وقت متأخر من الليل فإنه لن يجد الوقت الكافي لمراقبة الآخرين في حياتهم 

لكن مع انتشار ظاهرة البطالة فإن الكثير منهم صار مجرد نقال للأخبار و جواسيس رخصاء جدا بل و بالمجان 
و هدفهم فقط هو التكلم و القذف في أعراض الناس 
و يحاولون فهم أدق تفاصيل حياة الإنسان 
هذا التصرف لن يقدم عليه سوى ضعفاء النفوس و كذلك ضعفاء الإيمان 
فالإنسان الذي لديه عقله لا يمكن له أن يستخدمه في مثل هذه الأشياء التافهة 
فهناك الكثير من الأمور التي يمكن للإنسان أن يشغل بها عقله حتى و إن كان من أصحاب فاقشغر من الذين ليس لديهم ما يعملون 
فيمكن للإنسان الذي لديه متسع من الوقت بأن يفتح كتابا ليقرأه ليتعرف على أناس لم يكونوا أصلا موجودين في زمانه من أجل أن يستفيد من خبراتهم 
و كذلك يقرأ القصص ليستفيد من مغزاها 
و يمكن للإنسان المسلم أن يقرأ أجزاء من القرآن الكريم 
لأن فيه الكثير من الأجر ما لا يعلمه إلا الله 
هذا كلام فيه الأجر و يزيد في رصيده من الحسنات إن كان الإنسان يقرأ القرآن الكريم و يا له من كلام 
و يمكن للإنسان أن يقرأ الاحاديث النبوية الشريفة ليزيد من رصيده المعرفي بدينه إن كان أصلا مسلما 

كما يمكن للإنسان الذي لديه وقت بأن يستهلكه في ممارسة الرياضة و كذلك التجول و مشاهدة ما خلق الله و التأمل في ملكوت الله 
و غير ذلك من الأشياء التي من الممكن للإنسان العاطل بأن يملأ بها وقته 
كل ذلك خير من أن يبقى الإنسان في مراقبة للآخرين 
لأنها طبيعة سيئة للغاية و لا يقبلها إنسان مهما كان 
فأي إنسان لا يحب أن يكون مراقبا من طرف الآخرين 
و لماذا يراقب هو الآخرين 
هذا يدل على أن القائم بمثل هذه الأفعال إنما هو إنسان ليس بمؤمن 
و الدليل على ذلك ما قاله رسول الله صلى الله عليه و سلم 
عندما قال 
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه 
فإذا كنت أنت لا تحب أن يراقبك الآخرون و يتحدثون عنك 
فأنت أيضا من الواجب عليك غض الطرف عن الأشياء التي لا تعنيك في شيء

و للأسف فإن كل الناس يعلمون و يدركون خطورة هذه العادة السيئة إلا أنهم و مع ذلك مصرون عليها 

فنحن في زمن القرن الواحد و العشرين لا يوجد أحد يقول بأنني لا أعلم 
الكل يعلم 
و الكل أقيمت عليه الحجة 
لكن الهوى يغلب على العقل مما يجعل الإنسان يكون في منزلة الحيوان 
و هذا لا يليق بالإنسان أن ينزل إلى هذه المنزلة الدنيئة 
بل يتوجب على الإنسان أن يكون مترفعا عن سفاسف الأمور 
و يحافظ على وقته لأن عمر الإنسان قصير جدا 
و من الواجب ملء هذه المدة الزمنية المتاحة لنا بالخير و الإحسان بدل الإنشغال بما لا يهم 

لكن بخلاف أهل المدينة تجد هذه الظاهرة ليست منتشرة عندهم بكثرة كما هو الشأن لدينا 
و هذا لا يعني أن أهل المدينة مثقفون أكثر منا 
بل معناه أن أهل المدينة كل ينشغل بعمله 
و لا وقت لهم للإنشغال بالآخرين 


بإمكانك التعليق على هذا المقال في صفحتنا على الفيسبوك بالضغط هنا