الحياة في المغرب
للحديث عن الحياة في المغرب فإننا نحتاج للكثير من الوقت
لكن هذه نبذة مختصرة تعرض بعض مناحي الحياة التي من الممكن أن يعيشها الإنسان المغربي في وطنه
إن الحياة في المغرب هي مدة زمنية يعيشها الإنسان في ظلام دامس حيث تنعدم أبسط حقوق الإنسان و أبسط متطلبات العيش الكريم
حيث لا حق و لا قانون و لا عدل و لا حرية و لا أي شيء !!
كل ما ترونه على شاشاتهم التلفزية ما هي سوى أكاذيب و افتراءات مزيفة لا أساس لها من الصحة
كل القوانين التي تصدرها مختلف الحكومات المتعاقبة ما هي سوى ضد مصلحة المواطن و تزيد من الضغط المتزايد على المواطن البسيط
فلا رحمة و لا شفقة و لا أي متنفس للمواطن المسكين !
دولتنا المغربية ما هي سوى سجن كبير و كبير جدا و ليس لديه جدران بل عليه حراسة مشددة يصعب لأي كان محاولة الخروج منه فما بالك بالخروج
لأنهم شددوا الحراسة على كل السواحل و لا يمكن لأي كان الخروج و الإبحار في اتجاه أراضي الآخرين من أجل البحث عن لقمة للعيش الغير الكريم
أما الكرامة فلا تكون في دولة المهجر أبدا
إن كرامة الإنسان هي في وطنه أما المهجر فهو مذلول لدى الكفار فقط لا كرامة له
أقول هذا الكلام حتى لا يشمت بنا الآخرين المتواجدين في أماكن أخرى.,
فالإنسان إذا فقد كرامته في وطنه فإنه يستحيل أن يجدها في وطن آخر . .
على أي حال فلنترك الكرامة جانبا !
و لنتحدث عن لقمة العيش
كما قلت لكم فإن كرامة الإنسان غير موجودة أصلا هنا في المغرب فما بقي لنا سوى اللقمة من دون الكرامة
فحتى تلك اللقمة أصبحت عالقة معلقة بين السماء و الأرض ! يصعب الوصول إليها
لأن المسؤولين و أقول كل المسؤولين من دون استشناء بما فيهم المسؤول الأكبر عن البلد الذي هو الملك محمد السادس بنفسه
كلهم خونة لا يريدون للشعب مصلحة
بل كل منجزاتهم تصب فقط في صالحهم
و يقومون بتصوير أي شيء عملوه من أجل تحسين صورتهم القاتمة
لكن إذا ما نزلنا إلى أرض الواقع فلا نجد أي شيء !!
سوى الأكاذيب التي يعرفها الجميع
و لم تعد تخفى على أحد من الأطفال فما بالك بالشباب
إذن فكل مسؤول إلا و يسعى إلى مصلحته و مصلحة أبنائه بالدرجة الأولى و مصلحة أبناء أقاربه و أصدقائه و هكذا ..
أما المواطن البسيط فلا تصله و لو قطرة من ميزانية الدولة التي لا تقدر بعدد ..
إذن فما المعمول أيها المواطن ؟!
لا شيء سوى انتظار الموت البطيء!
لا توجد فرص عمل و لا شهرية للذين لا يعملون المعانون من البطالة
و لا أي شيء سوى الوعود الكاذبة كما سبق أن ذكرت في هذا التقرير..
فقد حاول الكثير من المواطنين الخروج من هذا البلد مستخدمين كل طاقاتهم و بذلوا كل مجهوداتهم و قاموا بشراء قوارب مطاطية من نوع زودياك من مدينة مليلية المحلتة و جهزوها بالمحركات و البنزين و كل المؤونة اللازمة لكي يخرجوا فقط من هذا البلد
هم لم يشكلوا أي خطر على أمن البلد أو أمن الحاكم
هم فقط أرادوا الخروج في اتحاه أرض الله الأخرى
لكن قوى الشر أو ما يسمى بقوى الأمن قاموا بإعادتهم و اعتراض سبيلهم في أعالي البحار
ظانين منهم أنهم اصطادوا صيدا ثمينا
و هم بذلك ساهموا في ارتفاع نسبة الباطلين و أهل البطالة و العاطلين عن العمل
و هؤلاء العاطلون عن العمل في تطور مستمر و مستمر و كل سنة تنضاف إليهم أفواج أخرى من الشباب
انظر إلى حماقات ترتكبها الدولة في حق شعبها:
مواطنون أرادوا الخروج و الذهاب إلى العمل في بلد آخر لكي يساهموا بتحويلاتهم المالية إلى وطنهم بالدفع بعجلة التنمية لكن الدولة لا تريد لهم ذلك
الدولة المغربية تقول لكم بلسان الحال
و هو أبلغ من لسان المقال
تقول لكم:
يا شعبي إنك محاصر
و لن أرحمك و لن أعطي لك حقك و لن أعفو عنك
و لن أسمح لك حتى بالخروج
فأنت أيها المواطن الشاب المغربي حياتك على المحك
أنا لا أقتلك بالرصاصة لكي تموت مرة واحدة
لكن سأدعك تموت ببطء
من خلال منعي عنك كل ما من شأنه أن يجعلك تحس بكرامتك
لا كرامة هنا في المغرب
و لن أسمح لكم بالخروج أبدا أبدا ..
و إذا كان لديك ما تفعله فافعله
و مت بغيظك !!!!
هذا هو ملخص الخطاب الذي يستشعره المواطن كل يوم حتى بدون سماعه.
إذن فهل هذه دولة أو دلوة!
أما الحل فلا يوجد
الحل الوحيد الذي لا زال شبه ممكن
و هو محاولة الخروج من المغرب و ذلك بالتزوج من الذين لديهم أوراق الإقامة في الدول الأخرى
من أجل الذهاب إلى العمل هناك
أما الكرامة فلا يمكن أن تجدها في غير وطنك
فإن فقدت كرامتك في وطنك فسوف تعيش حياتك كلها من دون كرامة
تأكل و تشرب كالأنعام فقط
هذه هي الحقيقة حتى لا ينزعج أحد من هذا الكلام
على الذين هم خارج الوطن أن لا يحسوا و كأنهم خير من الذين هم داخل الوطن
عليهم أن يحسوا بأنهم مجرد خدام لدى أسيادهم الكفار
و في أي وقت شاؤوا أن يقولوا لهم ارحلوا عنا سيرحلون جارين خلفهم أذيال الذل التي هي وراءهم منذ أول يوم !
كما قلت فإن الكرامة لا وجود لها
فما بقي لنا سوى البحث عن اللقمة حتى من دون الكرامة
إذن فالحل هو محاولة الإلتصاق بالذين هم خارج الوطن و ذلك إما بالزواج منهم
أو بما يسمى عقود العمل أو الكونطرا أو غير ذلك
أما الهجرة الغير الشرعية فإنهم قضوا عليها بكل وسائلها ...
أما إن بقي الإنسان هنا في هذا المغرب فلا يجب عليه أن يتكلم و لا أن يتألم
لأن المغرب هو هذا. لن يتبدل و لن يتغير حتى لو تغير كل العالم من حوالينا !
لماذا ؟
الجواب بسيط لأن المغرب فيه الكثير من الخونة بدئا من الملك وصولا إلى أصغر مواطن
و لا نستثني أحدا
إن الإنسان الذي لا يسرق هو فقط الذي لم يجد شيئا ليسرقه !
فتراه ينتقد الآخرين و يقول بأنهم خونة
و لكن الحقيقة أنهم كلهم سواء !!!
أما الذين يتحدثون عن الثورة أو الذين يقولون بأن الثورة هي من ستغير الأحوال
فأقول لهم بأن زمن الثورات قد ولى من دون رجعة ..
و لم يبقى سوى زمن الفتن
أنظروا ماذا حصل في الدول التي قامت فيها ما يسمى بالثورات ..
ماذا حصل ؟
لا شيء سوى التغيير نحو الأسوأ
فقد كان لديهم الأمن
أما الآن فحتى الأمن فقدوه و أصبحوا يقتتلون فيما بينهم إلى أجل غير مسمى ..
إن الثورة لا يمكن أن تكون في زمن القرن الواحد و العشرين !!
زمن يحكم فيه أعداء اللـه على العالم !
الثورة كانت صالحة عندما كانت كل دولة تحكم نفسها على حدا
أما الآن فقد تم إنشاء نظام عالمي يستحيل أن تستقل عنه دولة من الدول إلا إذا أعلنت تخلفها و بالتالي من الممكن أن تستقل !
مثال بسيط:
فلنتساءل مثلا
لماذا في الزمن القريب استطاع أجدادنا التغلب على الإسبان و أخرجوهم من أرضنا و حصلوا على الإستقلال ؟ و نحن الآن لا نستطيع استعادة حتى مدينة مليلية ؟
الجواب:
طبعا لأنهم كانوا وطنيين و مؤمنين و مخلصين .. لكن إضافة إلى ذلك فقد كانوا يحاربون جيشا من جيوش دولة و هي إسبانيا فقط
أما الآن فماذا سيحصل لو أعلن المغرب محاربته لإسبانيا من أجل استعادة مليلية ؟
أتدرون ماذا سيحصل ؟
ستأتي كل الدول الأوروربية لتساعد إسبانيا !!
إضافة إلى أشقائهم الآخرين
و سيتم طرد كل المواطنين الذين يعيشون في الدول الأوروبية !!
و تحدث فتنة لم يسبق لها مثيل
و بالتالي فإن المغرب لن يتمكن أبدا من التغلب عليهم
و هذا يدركه الجميع
و بالتالي فإنه تم تأجيل استرجاع مليلية إلى إشعار آخر
حتى تتغير الدنيا و ليس الآن ..
لأننا الأن منغرقون بمشاكل لقمة العيش !!!
هذا كان مجرد مثال عن الذين يروجون للثورة
فالثورة غير صالحة في المغرب البتة
فإن قامت الثورة في المغرب
فإنني متأكد بنسبة مئة بالمئة أنه سيزداد سوءا
إذن فالحل الوحيد للعيش هنا في المغرب
مع انعدام شروط العيش
و هي فقط الرضى بما لدى الإنسان من أشياء
و أن يحسن الإنسان استعمال ما يملك حتى لو كان بسيطا
و أن لا يحزن الإنسان
و يرضى بكل شيء
و أن لا يفكر قليلا و لا كثيرا فيما ينتظره في المستقبل
و أن يعمل أي عمل يجده مهما كان من أجل أن يحارب البطالة التي أصبحت وباء يهدد كل الساكنة في المغرب
و أقول للمسؤولين:
كفاكم سرقة
و حتى إن سرقتم فلا تسرقوا الكثير !
هذا كلام لا فائدة منه لأن المسؤولين في المغرب ليس لديهم إحساس إنساني فلو كان لديهم ذرة إحساس من الإنسانية لما آلت الأوضاع إلى ما هي عليها الآن..
تلك كانت مجرد نبذة مختصرة بإيجاز وجيز عن الحياة التي يعيشها الإنسان المغربي و خاصة الشباب
أما إذا دخلنا في التفاصيل
فلن ننتهي أبدا من الكلام ...
للرد على هذه المقالة إضغط هنــا
الكـاتب
أكرم تمسماني
أكرم تمسماني